-->

تراتيل حزينة : في رحيل الهامة الشعرية العتيقة


الشاعر"بيبوه ولد بدي ولدالحاج" ضمير الشعب الذي سيبقى حاضرا رغم فجيعة الرحيل
قبل سنوات وفي لحظة شموخ الفها الرجل حتى رحيله الفاجع .نعى شاعرنا "بيبوه " الضمائر الصدئة التي اعتقدت ان العدو قادر على "اتسقميها" "الضمائر لانحكت " .فكان ان اشفق عليها الرجل بكلمات ستبقى خالدة . الآن وهو يلتحق بالشهداء يقدم الاب الشاعر الشهيد صورة الضمير الحقيقي الاسمى والذي لم يركبه الصدا لان معدنه أصيل 
اخيرا وبعد سنوات عطاء كثيرة يُفجع الشعب الصحراوي قاطبة في رحيل مدرسة شعرية عتيقة ظلت واقفة الى ان رحلت شامخة . يترجل "بيبوه" مقبلا على الخلود غير مدبر عن عهد الشهداء .موقن انه "اخير اتموت شهداء ..يالناس من اتموت جيفة " .لم تنشل ارادة فقيدنا في وجه اي عاصفة مهما كانت .حتى في ربيع السلام الكاذب كانت روائع "بيبوه" اسلحة لاتؤمن بالخذلان او الهوان . جهرا قالها "بيبوه " "اعطو للجيش الكلمة .. خلو لاماجد تتفيفى .. 
الآن يرحل "بيبوه" وفي غيابه حضوارا لن يفل ابدا .فهو في قلوب وحناجر الجماهير لان القدرة سخرته لخدمتها بكل روائعة التي لاتمحي من ذاكرة الشعب الصحراوي . على جلجلة عباراته التي توقظ الضمائر الميتة عاشت اجيال كثيرة ولاتزال محتضنة الرجل كوالد لها وسيفها الذي استلته ضد الهوان . 
الكتابة عن مدرسة شعرية عتيقة بحجم "بيبوه" تحتاج مجلدات كثيرة . ووصف في اللغة تعجز عنه هذه الكلمات . لذلك لن نفي الشاعر حقه مهما حاولنا التعبير . فهو المدرسة التي احاطت بكل علوم وتراث الشعب الصحراوي العريقة . فمجدتها في روائع كثيرة وبلسان يفهمه كل الناس .
فكم افاضت قصائد "بيبوه" من الدمع . وكم انتشلت من القهر حين حولت خيبات السياسة الى لحظات للثورة بدل الركون الى الحلول الوهمية . فكان "بيبوه" لسان الشعب الذي صدح بالحق في كل مناسبة .
للِّي عَادْ لَّذْهَانْ اِيبَانْ """" وُ هُوَ زَادْ الْمَوْعُودْ اِيعُودْ
الرُّجُوعْ لْسَطْحْ الْمَيْدَانْ """"''''''' صَبْرْ الْجَيْشْ اتْعَدَّى لَحْدُودْ
كَافِي ذَا مَنْ طَرْحْ إِرِيَّانْ ''''''''' وَ الدَّوْسَة لَتْوَدِّي لَبْرُودْ
على اكتاف الجماهير التي احبته وعشقت شعره وتهاطلت على خيمته في مرضه سيُحمل الشاعر الشهيد بحول الله " بيبوه " ليستقر قرب الشهداء .وقد ادى الامانة بكل سمو واعتزاز ورفعة . وفي قلوب كثيرين لم يقابلوه حيا ولكنهم ارتبطوا به وجدانا سيظل "بيبوه" كوكب مضيء تستنير به الاجيال حتى الرمق الاخير من التحرير او الفناء بكرامة لاتقبل القسمة على حكم ذاتي او غيره .
اليوم يُفرق رحيل الاب والشاعر "بيبوه" بين الضمائر الكريمة التي لاتصدا وتلك التي نكصت في طريق التحرير الطويل . وشتان بين من تحمل الجماهير ليخلد ومن يرفسه التاريخ الى مزابله التي تفتقر الى "اتسقمي " .
رحم الله والدنا وشاعرنا المدرسة " محمد مولود ولد بدي ولد الحاج " المشهور ب"بيبوه" واسكنه فسيح جناته .وتقبله مع الصديقين والشهداء والصالحين .
المجد والخلود للشهداء والمناضلين 
ان لله وان اليه راجعون
بقلم الاستاذ: احمد بادي محمد سالم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *